فضاء حر

المشروع السياسي الجنوبي.. وتهديدات التشظي!!!

يمنات

وليد ناصر الماس

الحملات الإعلامية الشرسة التي تستهدف الزعيم حسن باعوم وانصاره منذ سنوات سبع ومازالت، تأتي في سياق تعدد المشاريع السياسية، وتباين المصالح الخارجية وانعكاسها على طبيعة الصراع الراهن.

لا يختلف اثنان حول ما يمتلكة الزعيم با عوم من رصيد نضالي ووطني كبير، وطبيعة الأدوار البطولية التي لعبها الرجل طيلة مراحل حياته، فليس بمقدور كائن من كان التقليل من تأثيره وأتباعه على الشارع المحلي الجنوبي.
 
لقد أفضت أحداث العام 2011م وما تلاها من تطورات وأحداث متسارعة إلى نتائج ومتغيرات مهمة، أثرت على طبيعة التركيبة السياسية والاجتماعية لهذا البلد، وبروز قوى وتيارات فتية، علاوة على دخول لاعبين خارجيين جدد على مسرح الأحداث، ومن المحتم التعاطي الموضوعي والبناء مع كل هذه المتغيرات، والاستفادة القصوى من ظهورها، فدفع ذلك تيار الزعيم باعوم وقوى جنوبية أخرى وشخصيات محلية فاعلة، على العمل ضمن خطة منهجية محكمة لتقديم أقصى ما يمكن تقديمه خدمة للمشروع الوطني الجنوبي، وقد قُطعت خطوات مهمة على هذا المضمار، يتوقع لها أن تصب في خدمة المطالب الجنوبية العادلة، إذ تم التفاهم في إطارها على منح الجنوب المزيد من الاستقلالية بجعله إقليما موحدا يدار ذاتيا، ويحظى أهله بالمزيد من الامتيازات، وإشراك سكانه بصورة فاعلة في صنع قرارات البلد وتحديد مصيره. إنجازات كهذه علاوة على مافيها من محاسن، إلا أنها تظل في نظر كثير من العوام منقوصة وغير كافية، رغم أنها خطوة قد تمهد الطريق لخطوات قادمة تقود نحو انتزاع الحق الجنوبي كاملا. التصرف على النحو هذا تمليه طبيعة المرحلة الراهنة شديدة الحساسية، ومواقف الإقليم والعالم التي لا تدفع باتجاه الاستعادة الفورية للدولة الجنوبية.
 
الأغرب أن مشاعر العداء لمشروع السيد باعوم، تأتي ردا على مواقفه الصلبة والشجاعة من الحرب التي تقودها السعودية على هذا البلد، إذ أن مواقفه لا تتماهى مع المشروع العسكري السعودي، فرفض بصريح العبارة محاولات الزج بالجنوبيين في أتون حرب إقليمية غير واضحة المعالم والأهداف دون شروط مسبقة، الأمر الذي حمل المتدخلون وأذرعهم في الداخل على مناهضة مشروعه السياسي، والتصدي له بمختلف الإمكانيات المتوافرة.
 
تأتي الحملات المسعورة مستهدفة السيد باعوم، بالوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة لمشروع تصالح حقيقي، وحوار وطني شامل، سبق أن أطلق المجلس الانتقالي نداءات متكررة له، دون أن يضع الخطوط العريضة له حتى يصبح أكثر وضوحا وقبولا، لضمان عملية انعقاده وخروجه بنتائج مبهرة.
 
يبرر أكثر المعارضين لمذهب السيد باعوم تلك المعارضة على أنها نابعة من حرص وطني مطلق على الحق الجنوبي، الذي سعى مشروع باعوم للانتقاص منه حد وصفهم، بقبوله التفاهم مع قوى يمنية، بالوقت الذي ذهب فيه المجلس الانتقالي ذاته إلى أبعد من ذلك بكثير، وقبل أن يكون شريكا ضمن تشكيلة حكومية مع أحزاب يمنية تكن ألد العداء للجنوب وقضيته، ليُعد ذلك تكتيكا سياسيا تقتضيه طبيعة المرحلة الراهنة في تناقض يثير التساؤل.

وعلى نفس الصعيد فأن اتفاق الرياض الذي يُعتد به لم يتطرق بأي شكل للقضية الجنوبية، التي تمثل أكثر قضايا الملف اليمني سخونة وحيوية، بدليل استهداف الاتفاق لرأب الصدع بين طرفي الشرعية، والتأكيد السعودي المستمر على المرجعيات الثلاثة التي تتجاهل الحق الجنوبي من أساسه، بينما موضوع إعادة إصلاح الوحدة بين الطرفين الشمالي والجنوبي على الأقل يظل خيارا مقصيا على بساط صناع القرار السياسي في ذلك البلد.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى